الاثنين، أغسطس 17، 2009

خيمة الموت بدموع شاهد عيان...

.
.
.
"رايت كتلة نار صغيرة تركض وتصرخ داخل الخيمة"
.
انها طفلة صغيرة التهمتها النيران كما روت احدى المفجوعات اللواتي كتب الله لهن الحياة .
.
انها حقا فاجعة بكل ماتحمله الكلمة من معاني ، فالمنظر في المستشفى كان مأساويا حسب ماشاهدته بعيني
.
طواقم طبية استنفرت من منازلها لتنقذ المصابين عشرات من سيارات الاسعاف تنقل المصابين وتنطلق لتأتي باخرين ممدين في شوارع منطقة العيون
.
عشرات الاسرة تحمل مصابين مشوهين انسلخت جلودهم لتكشف لحومهم وربما عظامهم
.
افواج من البشر تتوافد الى المستشفى من جميع انحاء المحافظة بعد انتشار خبر الحريق
.
شائعات تحولت الى حقائق مفجعة بتراكم الجثث في مكان الكارثة
.
اهالي يركضون في ممرات مستشفى الجهراء بحثا عن اخت ان بنت او ام ، وكثير منهم يخرج ليتوجه الى مستشفى الفروانية والدموع تغرقه بعد ان اصبح الامل ضئيلا في حياة من يحب
.
وجوه حزينة واعصاب منهارة على اجساد محترقة تسير في ممرات المستشفى على اسرة الموت
.
انها لحظة مفجعة
.
انها ساعات موت
.
انها كارثة انسانية لم تمر في تاريخ الكويت ونسأل الله ان لاتتكرر
.
انها كربة وابتلاء نسأل الله ان يأجرنا فيها ويجعلها اخر الاحزان
.
.
.
اما المشهد في مكان الفاجعة الذي تحول الى رماد بعدما اتت النار اكلها ، فربما لايستطيع من لم ير بعينه ان يصدق بعقله
.
بقايا بشر ..
.
كان هنا انسان ..
.
كانت هناك ام تغني ..
.
وكانت هناك بنت ترقص ..
.
وكانت هناك اخت تصفق ..
.
وفي زاوية الفرح كانت عجوز تتامل فرحة بناتها وحفيداتها
.
لحظات فقط تحول الحلم الى كابوس
.
فاصبح الغناء صراخ
.
والرقص هروب
.
والتصفيق لطم
.
نيران تحاصر المكان
.
نيران لاتفرق بين كبير وصغير
.
نيران وصفتها احدى الناجيات انها "ابواب جهنم"
.
كتلة نار لفت مجاميع من البشر بكفن واحد عندما سقطت اروقة خيمة الموت على الضحايا
.
تهاوت اعمدة الخيمة لتنهار بقايا كل شي جميل بداخلها
.
لقد اكلت النيران بناتنا
.
التهمت اخواتنا
.
قضت على امهاتنا
.
اطفال يبكون وهم يحترقون
.
نساء يصرخن وهن مشتعلات
.
.
وعلى حدود الخيمة من الخارج ابناء الكويت الذين توافدوا من بيوت الجيران والمارة
.
بذلوا كل شي ، حتى ارواحهم من اجل انقاذ طفل او بنت او عجوز
.
ولكن الحدث كبير فلم تطفيء دموعهم التي كتبها هول المفاجأة وعظم الفاجعة
.
انها دموع الرجال التي حضرت وقلوبهم التي اعتصرت عجزا وليس تقصيرا
.
ولو الجبال شهدت ماشهدوا لانهارت
.
انها مأساااااااااااااااااااااااااااااااة
.
.
احدهم حمل امرأتين وهب للخروج من الخيمة قبل ان تنهار تاركا احداهن تحترق وراءه وتناديه (تكفى شيلني معاهم لاتخليني)
.
ماان خرج حتى انهار كل شيء فانهارت اعصابه بكاء
.
واخر شاهد احداهن متفحمة وظن ان الامل موجود فسحبها واذا بها جثة انشطرت الى نصفين بيده فخرج مذعورا يبكي
.
وثالث يروي كيف انفجرت السيارة القريبة من الخيمة بينما تحتها من يحاولن الزحف والعودة الى الحياة
.
لكنه القدر
.
ورابع حمل امرأة فانسلخ جلدها وذابت بين يديه فسقطت
.
واحداهن ممن كتب الله لهن النجاة تروي بهستيريا كيف رأت البشر داخل الخيمة تحولوا الى كتل نيران
.
تكتب بدموعها تفاصيل يشيب لها الرأس ويعجز اللسان عن ذكرها ويعجز الخيال عن ادراكها
.
انها روس بشر وقد انفجرت امامها
.
عيون تنزف دما
.
اجساد مشتعلة
.
والله انها شاهدت فاجعة
.
ووالله لان الموت اهون من رؤية ماحدث
.
.
.
وصلت فرق الانقاذ تدخل الفرق وتخرج بموتى
.
تدخل فتجمع انصاف اجساد
.
تدخل تبحث عن ناجين او شبه ناجين
.
سيارات الاسعاف تحمل شبه الناجين
.
الاهالي حملوا من استطاعوا حمله
.
فرق الانقاذ تضع الجثث فوق بعضها في الشارع والناس تبكي حول المكان
.
تبكي ألما
.
اطفال تائهون نجوا من الكارثة يبكون في الشارع
.
نساء ناجيات يبكين ذويهن في خيمة الموت
.
فوضى تضرب العيون التي غرقت بكاء على ضحايها هلع ورعب وبكاء
.
رجال يبكوووون في الشارع بعد ان قضت النار على كل شي امام اعينهم
.
.
.
حان وقت نقل الجثث المتفحمة
.
لاملامح
.
بقايا اجساد
.
ورائحة الموت تضرب المكان
.
.
احدهم جاء متاخرا يبحث عن ابنته ذات السنوات الثمانية فوجد المكان رمادا وذكريات مؤلمة فطرق ابواب جميع المنازل في الشارع المنكوب يسألهم (تكفون ابي بنتي محد شافها)
.
لم يكن يعلم انها وردة ذبلت في الحياة... لتصبح عصفورا في الجنة
.
.
.
انها خيمة الموت ....
.
.
كتبتها بدموع شاهد عيان
مشعل الحيص
.
.
.
.

هناك تعليق واحد: