الثلاثاء، يونيو 16، 2009

تهدئة ام تواطؤ !!


.
مقال نشر في 6 يونيو في جريدة (الان) الالكترونية بعنوان "الليبراليون .. تهدئة ام تواطؤ ؟!!"

.

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=34499&cid=52
.


اما التالي فهو مقال خاص بالمدونة

كتب : مشعل الحيص
.
اقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما ألقي القبض على الزميل الصحافي بشار الصايغ بسبب المساس بالذات الاميرية من قبل احد المشاركين في موقعه الالكتروني ، وكالوا التهم لرجال الامن واتهموا الداخلية بتكميم الافواه رغم ان القاء القبض عليه لم يكن له علاقة بعمله الصحافي.
.
في المقابل لم نسمع احد منهم يدين او ينتقد على الاقل محاولات الترهيب التي مورست ضد بعض المرشحين في فترة الانتخابات عندما ألقي القبض على المرشح ضيف الله بورمية او المرشح خالد الطاحوس ، بل ان الكثيرين منهم لم يستطيعوا اخفاء الفرح والسرور الذي عاشوه شماتة او تشفيا دون مبرر سوى العنصرية والفئوية التي عرفوا بها وجعلتهم سنوات طوال في الدرك الاسفل في الحياة السياسية في الكويت.
.
هم انفسهم ومن لف لفهم "هاجوا وماجوا" لان وزير الاعلام الاسبق غير المأسوف عليه السنعوسي اوقف بث قناة "نبيها تحالف" التي اطلقها التحالف الوطني خلال انتخابات 2006 ، وهددوا وتوعدوا ورفضوا عودة الوزير وعندما عاد المجلس وعاد الوزير السنعوسي الى الاعلام ، دعموا الاستجواب الذي كان مزمع تقديمه قبل هروب السنعوسي واستقالته ، وكان الاستجواب مدعوم من الكتل الثلاث وهي الشعبي ومثله مسلم البراك والوطني ومثله عنصريهم الذي علمهم السحر علي الراشد والاسلامية ومثلها فيصل المسلم ولم يقولوا حينها انه غير دستوري لانه يحاسب الوزير عن اعمال سابقة ، لان الاعمال السابقة كانت تمسهم.
.
هم انفسهم او بعضهم ومن لف لفهم والذين انضم لهم النائب الجديد القديم صالح الملا الذي انبرى لاطلاق الحكم على الاستجواب الذي قدمه مسلم البراك لوزير الداخلية بعدم دستوريته يحاولون التصدي لهذا الاستجواب وهو ديدنهم الذي عودونا عليه في السنوات الاخيرة ، كيف لا وكثير من المحسوبين عليهم متورطون في محاولات تمرير بعض الصفقات المشبوهة التي تصدى لها التكتل الشعبي بمشاركة الوطنيين الحقيقيين بينما هم مارسوا الصمت المريب
.
الحقيقة انهم منسجمون مع انفسهم لانهم حتى لم يستنكروا تصريحات المرشح "الجاهل" الكومبارس الذي يضرب الوحدة الوطنية ويشوه الديمقراطية "بفلوسه" ولم يخرس ألسنتهم سوى عنصريتهم التي توافقت مع مايقوله هذا الكومبارس الذي كلما حصل على اصوات اكثر فان ذلك يعكس مستوى ناخبيه الذين ربما لايجرؤ احد ان يعترف بالتصويت له حتى لايوصم بالعار سوى نبيل الفضل الذي يزيدهم "فخرا" بتصويته لجاهلهم الذي يريد ان "يأكل مع النواب".
.
انهم بعض المنتمين الى التيار الليبرالي الذين لايحملون من هذا التيار سوى اسمه لانهم اقل من ذلك بكثير ويريدون ان يكون هذا التيار حصريا لفئة معينة دون الفئات الاخرى من المجتمع اعتقادا منهم بانه "بريستيج" ولكنهم لايعلمون اننا لسنوات طويلة نردد كلما رايناهم .. ما أتفهكم!!
.
تاريخهم – وانا اقول بعضهم لان بعض المنتمين للتيار الليبرالي وطنيين شرفاء – مشهود بالمصالح حالهم حال بعض بل اكثر المنتمين للتيار الاسلامي ، يعارضون عندما يكونون خارج الحكومة وعندما يدخلونها يبدعون في الترويج لها بالحق والباطل لانهم مبدعون بالتلون.
.
بل انهم اسوأ من بعض المنتمين للتيار الاسلامي لانهم لايقبلون بأن تكون راية المعارضة في يد غيرهم رغم ان ايديهم قد كسرت منذ زمن ولاتقوى على رفع راية الحق.
.
يدعون انهم مع تطبيق القانون ويعيبون على نواب الفرعيات – ونحن معهم في ذلك – انهم من مخرجات فرعيات مخالفة للقانون ، وعندما تمس القوانين "رؤوسهم" يطالبونا باحترام ارادة الشعب مثلما طالب صالح الملا بذلك حين ابدى بعض النواب اعتراضهم على مخالفة النائبات غير المحجبات للقانون.
.
بل ان الملا كانت مداخلته مثيرة للسخرية في جلسة الافتتاح فهو طالب رئيس السن خالد السلطان بالالتزام بالقسم وفق النص وفي نفس المداخلة يعترض على مطالبة بعض النواب النائبات غير المحجبات بالالتزام بالقانون!!
.
تجاربهم في فترة مابعد 1992 تشهد بأنهم دائما يتجهون الى "شخصنة" الاستجوابات والقضايا ، فلا ينظرون الى مضمون الاستجواب بقدر مايهتمون بمن يقف وراءه ومن وجه اليه انها العنصرية والفئوية التي لاخلاص لديهم منها.
.
وكلنا نتذكر استقالة امين عام المنبر الديمقراطي السابق احمد الديين من منصبه بسبب موقف المنبر الذي عارض استجواب وزير الاسكان الاسبق "الحدسي الاسلامي" عادل الصبيح لانه "ولد الصبيح" (الذي نكن لعائلته كل الاحترام) واسألوا عن المستجوبين لتعرفوا سبب الدفاع عن الوزير!! وربما الانسان لايحب خصمه لكن يحترمه على الاقل ولكنهم لم يعطونا حتى الفرصة لاحترامهم لانهم لم يحترموا انفسهم.
.
وفي استجواب وزير المالية الاسبق الدكتور يوسف الابراهيم كذلك الذي دعموه (دعموا الوزير) وارهبونا "بالنفق المظلم" الذي ستدخله البلاد ، رغم تورطه في اصدار المرسوم الشهير الخاص "بادعاءات الملكية" خلال عطلة المجلس وقبل التئامه ب11 يوم فقط رغم عدم "ضرورته" ، واسألوا عن المستجوبين ايضا!!
.
اما في استجواب وزيرة التربية والتعليم العالي السابقة نورية الصبيح فقد "صلعوا" وابتدع علي الراشد اسلوب المواجهة النيابية - النيابية في الشارع حين نظم الندوات والمهرجانات الخطابية ليس دفاعا عن الوزيرة فحسب بل هجوما على زميله المستجوب ومؤيدوه ، ومارس اداءه الفئوي البغيض خلال ندوة نظمها بهذه المناسبة حيث قسم المجتمع الكويتي الى "نحن وهم" أي حضر وبدو.
.
واعتقد ان التحالف الوطني الان يجد نفسه محرجا بين موضة التهدئة وتهمة التواطؤ لذلك فان "المواءمة" السياسية هي الشعار الذي سيرفعونه وهو ماعبر عنه امينهم العام السابق النائب -الذي اعرف عنه حسن الخلق- عبدالرحمن العنجري.
.
من حقهم اليوم ان يختلفوا مع مسلم البراك في المواقف ويساندوا موقف الوزير فهي مواقف منسجمة مع توجهاتهم "الحكومية" خاصة في السنوات الاخيرة ولكن ليس من حقهم ان يخالفوا المبادئ والدستور ويسلبوا حق غيرهم في المساءلة تحت حجج واهية لان ذلك سيكبلهم عندما تحين المواجهة مع الشيخ احمد الفهد وهي قادمة لامحالة.
.
نحن على يقين بانهم لن يكتفوا هذه المرة بموالاة الحكومة كما عهدناهم في المجالس الاخيرة بل انهم سيكونون "البوق" الحكومي والسد المنيع ضد من مايسمون بنواب "التأزيم" خاصة مع أفول نجم الاسلاميين ، وسيتبنون المواجهة مع "التأزيميين" - الشرفاء - تحت شعار "التهدئة" وهي كلمة باطلة يراد منها باطل لان التهدئة مع التجاوزات والفساد ماهي الا تواطؤ وشتان بين التهدئة والتواطؤ.
.
نقول لهم اليوم .. بل هو استجواب حق ، يتماشى مع الدستور الذي يريدون ان تفرغوه من محتواه بعدما مارستموه سنوات طويلة عندما كان يتماشى مع اهوائكم .. فاحترموا ارادة الامة التي تخرجكم وتعود بكم في كل انتخابات بينما مازال مسلم البراك خيار الامة الذي يزداد توهجا.

.

هناك تعليق واحد: